استمر
ارتفاع سعر صرف الدولار هذا اليوم بسبب حالة التشاؤم الكبيرة التي تسود
الأسواق المالية تجاه أزمة الديون السيادية إلى جانب عدم قيام الفيدرالي
الأمريكي يوم أمس بالإشارة إلى أنه سوف يقوم بتنفيذ سياسة تخفيف كمي ثالثة،
بل اكتفى في الإشارة إلى أنه مستعد لذلك في ظل تعاظم أزمة الديون السيادية
الأوروبية.
انخفضت
مؤشرات الأسهم الأوروبي مجدداً، فعلى ما يبدو فالمتداولون قد سلّموا في
أمر أوروبا و أزمتها الائتمانية و اتجهوا لطلب الأمل من الفيدرالي الأمريكي
الذي خيّب ظنهّم يوم أمس و لم يقم باتخاذ أي خطوات لدعم الاقتصاد و منه
تقليل تأثير أزمة الديون السيادية على الاقتصاد الدولي عامة.
البيانات
الاقتصادية الأوروبية التي صدرت اليوم أثبتت تأثر قطاع الصناعة بشكل واضح
في التباطؤ الاقتصادي و أزمة الديون، حيث انكمش الإنتاج الصناعي بحسب مؤشر
الإنتاج الصناعي في القيمة المعدّلة موسمياً، فقد انكمش الإنتاج بمقدار
0.1% خلال شهر تشرين الأول الماضي، و هذا ما ساعد على تخفيض النمو ا لسنوي
إلى 1.3%. إن مثل هذه البيانات الاقتصادية تزيد القلق تجاه الاتحاد
الأوروبي الذي يعاني من أزمة الديون السيادية.
هنالك
إشارات من شركات التصنيف الائتماني بأنها سوف تقوم بتقييم وضع أوروبا، و
دراسة التصنيف الائتماني للدول الأوروبية، فيما يعتقد بأن مؤسسة S&P
قد تقوم بتخفيض التصنيف الائتماني لعديد من الدول الأوروبية هذا الأسبوع، و
بذلك يزداد القلق في الأسواق المالية خصوصاً في الأسواق المالية
الأوروبية.
اليورو مقابل الدولار الأمريكي
يبدو
بأن اليورو يحتاج لمعجزة حتى يعود للاستقرار و محاولة الارتفاع! فالسلبية
تحيط به من كل جانب، فأزمة الديون السيادية اختلطت مع توقعات الضعف
الاقتصادي الكبير في العالم، و هذا أيضاً يرافقه توقعات خفض تصنيف الدول
الأوروبية الائتماني، و بذلك نرى بأن المتداولين لا يقومون فقط في التخلّص
من الأصول المرتفعة العائد و التي منها اليورو، بل يبتعدون عن اليورو نفسه
إثر القلق من استقرار الاتحاد الأوروبي اقتصاديا و يبتعد البعض للنظر و
القلق في وضع الاتحاد الأوروبي سياسياً.
انخفض
سعر صرف اليورو هذا اليوم نحو أدنى مستوى له منذ أكثر من عام كامل، حيث
انخفض سعر صرف اليورو ليلامس الأدنى له منذ 12/كانون الثاني/2011 الماضي، و
حقق اليورو الأدنى له هذا اليوم عند سعر 1.2963 بعد اكتفاءه في الأعلى عند
سعر 1.3063 دولار لليورو الواحد. هذه هي الجلسة الثالثة على التوالي
لليورو و التي ينخفض فيها مقابل الدولار الأمريكي، هذا و قد انخفض اليورو
للأسبوع الثاني على التوالي مقابل الدولار و أيضاً للشهر الثاني مقابله.
إن
التحليل الفني يشير إلى أن الاستقرار تحت مستوى الحاجز النفسي 1.3000
دولار لليورو الواحد قد يقود الزوج في مزيد من الموجات الهابطة، فيما
التحليل الأساسي يظهر تشاؤماً كبيراً تجاه الزوج، فأزمة الديون السيادية ما
زالت تضرب في الاتحاد الأوروبي و لم يثبت لها حل، و هذا ما قد يبقي الضغط
السلبي الكبير على اليورو، و في نفس الوقت، التشاؤم في الأسواق المالية
يدعم الموجة الصاعدة للدولار.
الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي
بعض
البيانات الإيجابية التي صدرت اليوم من المملكة المتحدة منها انخفاض نمو
طلبات الإعانة، هذا أيضاً رافقه استقرار البطالة عند مستوى 8.3% بحسب مؤشر ILO.
لكن، في الاقتصاد الحديث، لا يمكن فصل الدول عن بعضها، و الأزمة الأوروبية
قد تسبب مشاكل اقتصادية في الاقتصاد الدولي ككل، مما يضر أيضاً في
الاقتصاد الملكي.
إن
حالة التشاؤم في الأسواق المالية تكسب الدولار الأمريكي قوّة كبيرة وسط
الاتجاه له كعملة تصفية مراكز مالية و يعتبره البعض الآن ملاذاً آمناً، و
هنالك مضاربة كبيرة في الدولار تتجه نحو الشراء، و هذا ما يرفع من سعر صرف
الدولار الأمريكي مقابل سلّة العملات الأجنبية و بذلك فشل الجنيه في
الاحتفاظ في كل مكاسبه و اكتفى في القليل منها هذا اليوم.
نرى
بأن الجنيه الإسترليني و قد حاول اليوم الارتفاع مقابل متحديّا ثقل موجة
الدولار الصاعدة و التشاؤم في الأسواق المالية الدولية، فنراه و قد ارتفع
من الأدنى الذي حققه اليوم عند سعر 1.5464، نحو الأعلى عند سعر 1.5530
دولار للجنيه الإسترليني الواحد. لكن، عاد لينخفض الزوج و يتداول في
مستويات ما دون 1.5500 دولار إثر قوّة موجة الدولار الصاعدة اليوم التي
منعت استمرار صعود الجنيه.
إن
ثبات الفيدرالي الأمريكي على موقفه تجاه سياساته المالية و النقدية يقابله
أيضاً ثبات البنك البريطاني على ذلك حالياً، لكن في المقابل، يتجه
المتداولون للدولار الأمريكي بشكل أكبر من الجنيه رغم أن كلامهما من
العملات التي نستطيع اعتبارها ذوات عائد منخفض، إذ أن الوضع الاقتصادي
الأمريكي يبدو في صورة أفضل و لو بقليل مما هي في العديد من الدول الأخرى، و
بذلك قد يبقى الدولار الأمريكي في موقف جيد أمام الجنيه مما لا يمنع
مزيداً من الانخفاض في سعر صرف الجنيه.
الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني
ارتفع
مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس أداء الدولار مقابل ستّة عملات رئيسية في
العالم إلى مستوياته الأعلى منذ 12/كانون الثاني/2011 الماضي، و هذا
الارتفاع في سعر صرف الدولار الأمريكي شمل أيضاً هذا اليوم ارتفاعه مقابل
الين الياباني.
ارتفع
سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني من مستوى 77.90 ليلامس
الأعلى له عند سعر 78.15، و قوّة الدولار مستمرة في دفع الزوج نحو الارتفاع
في مزيد من المحاولات لإنشاء موجة صاعدة أكثر وضوحاً.