كشف القائم بأعمال السفارة السودانية في الجزائر، قذافي عبد الله محمد، لـ”الخبر”، أن رجل الأعمال الجزائري يسعد ربراب باشر استثمارات ضخمة في السودان بنحو 6 مليارات دولار في ميادين الزراعة والصناعات الغذائية واستكشاف الحديد، منها مركب صناعي ضخم في ميناء بور السودان للصناعات الغذائية، فقد تم تخصيص 500 ألف متر مربع من الميناء الأخضر لصالح المستثمر الجزائري.
وقال القائم بالأعمال السوداني ”إن مجموعة سيفيتال تخطط لاستثمار استراتيجي في السودان بهدف تحقيق الأمن الغذائي لكل من الجزائر والسودان والدول العربية، خاصة في مادتي السكر والزيت والقمح والحبوب الزيتية (الفول السوداني، والذرة الشامية، والصويا).
وأضاف المتحدث أن مجموعة سيفيتال تستورد المادة الأولية للسكر والزيت من البرازيل والهند. وباستثماراتها في السودان، سيتم توفير المواد الأولية للزيت والسكر بجودة أحسن وتكاليف أقل، وبذلك لن يكون المجمع الجزائري عرضة لتقلبات السوق الدولية، ويضمن استقرار تزويد مجمعه في الجزائر بالمواد الأولية.
وأشار قذافي عبد الله محمد إلى أنه تم التوقيع مع مجمع سيفيتال في ديسمبر 2014 على اتفاقية لتخصيص الميناء الأخضر بولاية البحر الأحمر للمستثمر الجزائري، يسعد ربراب، إذ سيتم إنشاء مصفاة لتكرير السكر ومصفاة ثانية لتكرير الزيت، بالإضافة إلى معاصر للزيوت ومصنع للأعلاف، باستثمارات لا تقل عن مليار دولار، مضيفا أن المجمع الجزائري بدأ في إرسال خبرائه للشروع في الدراسات التقنية، وتوقّع أن يدخل المركب مرحلة التشغيل في 2017.
وقال المسؤول عن الملف الاقتصادي في السفارة السودانية ”ستخصص مساحات هائلة من الأراضي تقدر بملايين الأمتار المربعة، وأسعار رمزية لا تكاد تذكر ليسعد ربراب، لاستثمارها في الزراعة، وموزعة على ولايات نهر النيل (شمال الخرطوم) والشمالية (على الحدود مع مصر) وسنار (جنوب الخرطوم وولاية الجزيرة)”، موضحا أن ”هذه الأراضي ليست بعيدة عن نهر النيل، كما أنها تتوفر على مياه جوفية”، مذكرا بأنه تم التوقيع على اتفاقيات مبدئية في هذا الشأن بين وزارة الفلاحة السودانية ومجمع سيفيتال.
ومن الميادين الجديدة التي يرغب المستثمر ربراب في اقتحامها، ميدان استكشاف الحديد، فقد كشف نائب السفير السوداني عن منح الخرطوم موافقة مبدئية لمجمع سيفيتال الجزائري لاستكشاف واستخراج وتصدير الحديد الخام والتصنيع لاحقا، مشيرا إلى ”شراء ربراب لمصنع حديد في إيطاليا، وربما قد يلجأ مستقبلا إلى تزويد مصنعه بالحديد الخام المستخرج من السودان”، ملفتا إلى أن السودان يملك احتياطات ضخمة من الحديد الخام، خاصة في منطقة البحر الأحمر وولاية نهر النيل.
وأشار الدبلوماسي السوداني إلى أن شركة كوندور الجزائرية اتفقت مع المجمع السوداني ”جياد” المتخصص في الصناعات الثقيلة، مثل تركيب السيارات، على تصدير منتجات كهرومنزلية وإلكترونية نصف مصنعة لتجميعها في السودان، بالإضافة إلى تصدير منتجات الطاقة الشمسية، مثل مضخات المياه وألواح شمسية وأعمدة الإنارة العمومية بالطاقة الشمسية.
السودان يرغب في استيراد آلات زراعية وأسمدة من الجزائر
وكشف القائم بالأعمال السوداني أن بلاده ترغب في استيراد جرارات وماكينات زراعية وعتاد فلاحي وأسمدة ومبيدات حشرية ومواد بتروكيمياوية من الجزائر، متسائلا ”بدل أن نشتري هذه التجهيزات من الصين أو من بلد آخر، لماذا لا نستوردها من الجزائر”.” الفاو” صادقت على صحة الحيوانات السودانية
على صعيد آخر، شدد القائم بالأعمال في السفارة السودانية على أن المنظمة العالمية للتغذية، ومختلف المنظمات العالمية المختصة بصحة الحيوان، صادقوا على مطابقة اللحوم السودانية للمعايير العالمية، مشيرا إلى أن خبراء من وزارة الفلاحة الجزائرية زاروا المسالخ السودانية وأكدوا مطابقتها للمعايير المتعامل بها في الجزائر”، وأضاف ”هناك محضر موقّع عليه من الجانبين”، وتابع ”وزارة الفلاحة الجزائرية أكدت لنا بأنها لا تمانع من استيراد أي جهة جزائرية للحوم السودانية”.المصدر